النِّساءُ شقائقُ الرِّجال، وهذا ما نص عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إنهن مثيلات الرجال في كل ما شرع الله، وفي ما منح الله لهن من نعم.
وضع النساء في المجتمع
النِّساءُ شقائقُ الرِّجال، وهذا جزء من طبيعتنا، ولذلك نعتبر النساء في منزلة كريمة مستحقة، ونخصص لهن عبارات وصف تتناول عظمة دورهن، ونعترف بقدراتهن الكامنة، ونسعى لتعزيز مكاسبهن.
التحديات المعاصرة
ما الذي يحدث في مجتمعنا؟، وإذا نظرنا بعمق، فما الذي جرى للرجال المصريين، الذين يُظهر بعضهم سلوكيات ذكورية قاسية تسيء للنساء؟!
بيان الجبهة الوطنية لنساء مصر
هذا يأتي في سياق بيان “الجبهة الوطنية لنساء مصر”، التي تضم مجموعة من النساء المتميزات اللاتي يعانين من الغلو الذكوري واستغلال الحرية الشخصية في الشارع، حيث يعتبر البعض خروج النساء عورة.!
إدانة التمييز والعنف
البيان يُدين ممارسات التمييز والعنف والتحكم في النساء في الأماكن العامة، وهو تحذير مناسب وصرخة نسوية ضد أولئك الذين يحاسبون المرأة على مشيها في الرصيف.
تزايد الممارسات السلبية
هذا البيان يعبّر عن استياء شديد تجاه الحوادث المخزية التي وقعت في الشارع خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تُظهر تصاعدًا مقلقًا في سلوكيات التمييز والعنف والتحكم في النساء.
حجج زائفة
المقولة “النساء عورة” تُستخدم تحت دعاوى زائفة لحماية القيم، وهذا يعكس سلوكًا فظًا ينتهك كرامة المرأة، ويظهر عقلية الوصاية والمراقبة عليها.
مناخ العنف والتحرش
ما أخشاه، كما تخشى محررات البيان، هو أن هذه ليست حوادث فردية، بل تعكس بيئة اجتماعية تسمح بالتحريض على النساء، وتمنح البعض احساسًا زائفًا بالحق في محاسبتهن أو الاعتداء عليهن، مما يُشجع على تطبيع العنف والتحرش بدلاً من مواجهة مثل هذه الظواهر الاجتماعية المتجددة.
مسؤولية المجتمع
إن الجبهة الوطنية لنساء مصر تنادي بضرورة استيقاظ نخوة الرجال، فحماية القيم لا تتحقق من خلال القمع أو الإقصاء، بل من خلال احترام القانون وصون كرامة الإنسان، وأي تبرير للعنف ضد النساء يُعد مشاركة في تكريسه.
دعوة لتدخل الدولة
البيان يدعو الحكومة لتحمل المسؤولية الاجتماعية، ولتتخذ خطوات عاجلة لوقف أي ممارسات تمييزية ضد النساء في وسائل النقل والأماكن العامة، وتطبيق القانون بشكل حازم ضد كل من يعتدي أو يحرض أو يمارس تمييزًا على أساس النوع.
حملات التوعية
القانون وحده ليس كافيًا، بل ينبغي إطلاق حملات توعية مجتمعية تؤكد أن العنف والتحرش هما جرائم معاقب عليها، وليست مجرد مواقف أخلاقية أو أهواء شخصية.
المساحة الآمنة للجميع
العمل الجاد ضروري لضمان شارع آمن للجميع، حيث لا تُقيد فيه حرية النساء، ولا يُشكك في حقوقهن في العيش والحركة.
احترام الدستور
ليس من المجمل تجاهل أن الدستور المصري، في المادة (٥٣)، ينص بوضوح على مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، دون تمييز قائم على النوع أو الدين أو العرق، وأي انتهاك لهذا المبدأ يُعتبر مخالفة دستورية وقانونية.
الخطر الحقيقي
ولنتذكر دائمًا أن المرأة ليست خطرًا على المجتمع، بل إن الخطر الحقيقي يكمن في صمتنا عن التمييز، وتبرير العنف، وتحويل الشارع إلى مساحة خوف بدلاً من كونه ساحة أمان.




