اخبار الخليج

«خطوة استراتيجية جديدة» ترامب يدرس إمكانية بيع طائرات إف-35 الشبحية ضمن اتفاقية أمنية مع الرياض

موقع الدفاع العربي – 4 نوفمبر 2025: يخطط ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لإجراء زيارة رسمية إلى واشنطن في 18 نوفمبر 2025، لعقد محادثات رفيعة المستوى مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتعتبر هذه الزيارة الأولى له إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018، مما يعكس توجهاً نحو إعادة تشكيل العلاقات الثنائية بين البلدين.

تأتي هذه الزيارة في إطار استكمال جولة ترامب إلى الرياض في مايو 2025، حيث أثنى خلالها على الإصلاحات الاقتصادية في السعودية، وأبدى انفتاحه على توسيع الشراكة الدفاعية والتكنولوجية بين البلدين، ويتوقع مسؤولون في البيت الأبيض التوصل إلى اتفاقات نوعية تشمل مجالات الأمن والطاقة والاستثمار، مما يعزز من مكانة المملكة كشريك استراتيجي في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

عودة صفقة المقاتلات إف-35 إلى الطاولة

تسعى الرياض للضغط نحو الحصول على موافقة الولايات المتحدة لشراء مقاتلات الشبح F-35A Lightning II، وهي صفقة تم تجميدها في ظل إدارة بايدن السابقة، وقد أبدى ترامب استعدادًا للمتابعة في إبرامها، واصفاً إياها بأنها “دفعة قوية للصناعة الأميركية”.

على الرغم من ذلك، حذر المحللون من أن هذه الصفقة، التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، قد تؤثر سلبًا على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وهو ما يكفله القانون الأميركي منذ سنوات.

اتفاق دفاعي بين الولايات المتحدة والسعودية

يعمل الجانبان أيضًا على صياغة اتفاق دفاعي مشابه لاتفاق التعاون الدفاعي الأميركي–القطري لعام 2014، والذي يتضمن ضمانات أمنية متبادلة، وتوسيع حقوق الوجود العسكري الأميركي في المملكة، وقد أفاد مسؤولون بأن الاتفاق قد يُوقع خلال الزيارة، ما سيؤسس لإطار دفاعي يُشبه حلف “ناتو” مصغر في منطقة الخليج، ويمثل دعماً ضد إيران وهجمات الحوثيين.

من المتوقع أن يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى الوصول إلى اتفاق مدني نووي وفق المادة 123 من القانون الأميركي، مما يسمح للشركات الأميركية بالمشاركة في برنامج الطاقة النووية السلمية في المملكة، وتشمل الطلبات السماح بعمليات تخصيب محدودة لليورانيوم، والتي اعترضت عليها الإدارات الأميركية السابقة، إلا أن ترامب أبدى استعداده لإعادة النظر في هذه الشروط، معتبرًا أن المشروع يتماشى مع أهداف “رؤية 2030” لتنويع الاقتصاد السعودي، رغم المخاوف المستمرة من انتشار التقنية النووية الحساسة.

ستتناول المباحثات أيضًا التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، ومشاريع البنية التحتية، وتنويع مصادر الطاقة، مع توقعات بالاستثمارات المشتركة التي قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وفقًا لمصادر سعودية.

ربط ترامب هذه الخطط بأجندته الاقتصادية “أميركا أولاً”، مؤكدًا على مبدأ المعاملة بالمثل، ومشاركة القطاع الخاص في المشاريع الكبرى.

أيضًا، يسعى ترامب لإحراز تقدم في مسار التطبيع السعودي–الإسرائيلي ضمن “اتفاقات أبراهام”، إلا أن الأمير محمد بن سلمان شدد على أن أي تقدم في هذا الملف مشروط بوجود مسار واضح نحو إنشاء دولة فلسطينية، مما يجعل تحقيق اختراق في هذه الجولة أمراً غير مرجح.

تأتي القمة بعد أسابيع فقط من وقف إطلاق النار في غزة، مما يضفي عليها طابعًا دبلوماسيًا حساسًا، لكنه يعكس في الوقت نفسه رغبة ترامب في إعادة فرض النفوذ الأميركي في مسار المفاوضات بعد الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى