
حذرت دراسة حديثة من أن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة بانتظام قد تعرض النساء لخطر الموت القلبي المفاجئ، خاصة بين لاعبات كمال الأجسام المحترفات. الدراسة الإيطالية، التي راجعت سجلات نحو 9447 لاعبة بين عامي 2005 و2020، أشارت إلى أن أكثر من ثلث حالات الوفاة كانت ناجمة عن توقف مفاجئ للقلب، ما يسلط الضوء على مخاطر التدريبات المكثفة وأهمية تبني ممارسات رياضية آمنة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
الموت القلبي المفاجئ
يشكل “الموت القلبي المفاجئ” خطراً كبيرًا، حيث يتوقف القلب فجأة عن العمل، مما يؤدي إلى الوفاة خلال دقائق، ويعتبر السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين الرياضيين النخبة، على الرغم من ارتباطه عادةً بالأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية كامنة، وفقًا لتقرير صحيفة ديلي ميل.
الدراسة والتحليل
قام فريق بحث إيطالي بفحص السجلات الطبية والمنافسات لما يقرب من 9447 لاعبة كمال أجسام محترفة، شاركن في مسابقة واحدة على الأقل بين عامي 2005 و2020، وتبين أن 32 منهن توفين خلال تلك الفترة بمتوسط عمر 42 عامًا، وأظهرت النتائج أن 31% من وفيات هؤلاء النساء كانت بسبب الموت القلبي المفاجئ، ليصبح بذلك السبب الأكثر شيوعًا.
المخاطر المرتبطة
كشفت الدراسة أن خطر الموت القلبي المفاجئ كان أعلى بعشرين ضعفًا لدى لاعبات كمال الأجسام المحترفات مقارنة بالهواة، كما كانت النساء أكثر عرضة بأربع مرات من الرجال للانتحار، ويربط الخبراء ذلك بالضغوط الاجتماعية وتوقعات صورة الجسم، والتي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.
التأثيرات السلبية للتمارين المكثفة
أوضح الدكتور ماركو فيشياتو، المعد الرئيسي للدراسة وخبير الطب الرياضي في جامعة بادوفا الإيطالية، أن لاعبي كمال الأجسام غالبًا ما يتبعون تدريبات قاسية، ويستخدمون استراتيجيات مثل الصيام والجفاف، إضافة إلى الاعتماد على مواد معززة للأداء، مما قد يلحق ضررًا بالغًا بالقلب والأوعية الدموية، وأضاف أن التمارين المكثفة ترفع معدل ضربات القلب وتجهد العضلة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالات الصحية الكامنة واضطرابات ضربات القلب ويزيد من خطر السكتة القلبية.
الدعوة لمزيد من الدراسات
حذر الفريق من أن النتائج تعتمد على عمليات بحث عبر الإنترنت، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات، كما أشار الباحثون إلى احتمال عدم الإبلاغ عن وفيات لاعبات كمال الأجسام الأقل شهرة، مما قد يؤثر على دقة البيانات.
رسالة ختامية
قال الدكتور فيشياتو: “يذكرنا هذا البحث بأن السعي وراء بناء العضلات والرشاقة، رغم احتفاء المجتمع به، قد يكون له ثمن على صحة القلب والأوعية الدموية، إن الوعي بهذه المخاطر أساسي لتعزيز ممارسات تدريب أكثر أمانًا واتخاذ قرارات مدروسة، مع ضرورة تغيير ثقافة الرياضة لرفع مستوى الوعي بين المحترفين والمبتدئين على حد سواء”.
أكد الباحثون على ضرورة زيادة الوعي بالمخاطر الصحية للتمارين المكثفة، خاصة استخدام استراتيجيات مثل الصيام والجفاف والمواد المعززة للأداء، والتي قد تجهد القلب وتفاقم الحالات الصحية الكامنة. وأوضح الدكتور ماركو فيشياتو أن هذه النتائج تذكّر المجتمع الرياضي بضرورة تغيير الثقافة الرياضية نحو أساليب تدريب أكثر أمانًا، مع التركيز على اتخاذ قرارات مدروسة لحماية صحة النساء المحترفات والمبتدئات على حد سواء.




