
تابع قناة عكاظ على الواتساب
المرأة نصف المجتمع
قد يقضي الكاتب وقتاً طويلاً في بحث عميق عن فكرة جديدة يدوّنها على الورق، وفي الآونة الأخيرة، استلهمت رغبتي في الحديث عن نصف المجتمع (المرأة)، لما لها من دور حيوي ومؤثر في بناء الوطن، فهي التي تلد وتربي النصف الآخر منا، وهي الشريك الأساسي في الحياة، وتتحمل مسؤولية تربية الأجيال التي تشكل المستقبل.
مكانة المرأة في المجتمع
تعتبر المرأة قوة محورية في أي مجتمع، وتماسكه واستمراريته، وتستحق الاحترام والتقدير، أقول هذا من منطلق الأمانة في الكلمة، فالمرأة تمثل الأم والأخت والزوجة والابنة والمعلمة والمربية، فهي ليست مجرد نصف المجتمع بل هي كافة المجتمع.
حقوق المرأة ومظاهر الظلم
إن ديننا الحنيف كفل للمرأة حقوقها المشروعة كاملة، دون أي تهميش أو مصادرة (كالميراث والعمل والزواج)، ومع ذلك، لازالت ترد إلى مسامعنا حالات تحاول الالتفاف على تلك الحقوق بأساليب غير حضارية وغير إنسانية، فبعضهم ينظر إلى المرأة بنظرة دونية تتنافى مع الدين والعقل والأخلاق، وهذه حالات شاذة لا تمثل سوى ضيق أفق وثقافة أصحابها. وبينما يتوجه الناس إلى مكاتب لجان الإصلاح وأقسام الشرطة والمحاكم، يجدون أنفسهم أمام حالات مؤسفة مأساوية، صنعتها مفاهيم وعادات وتقاليد بالية، ويجدر بي الإشارة إلى بعض منها دون الخوض في تفاصيلها؛ مثل:
- امرأة تعاني في الحصول على إرث والدها أو زوجها بسبب أطماع الورثة الذكور الذين يعتبرون حصولها عليه عيباً.
- أخرى تم عضلها من قبل وليها طمعاً في راتبها، أو بسبب مواصفات نسبها، أو لتعارض فصيلة دمها القبلي مع توقعاتهم.
- ورابعة تأخرت كثيراً في الحصول على عمل مناسب بسبب عقدة الشك والريبة من قدرتها.
- طفلة تم احتكار طفولتها وزُوجت لمن هو في سن والدها طمعاً في ثروته.
دعوة للتغيير
تستحق هذه المعضلات منا نظرة موضوعية تتماشى مع قيم ديننا السمح وعدالته، ومع العدالة الاجتماعية التي ننعم بها في وطننا الحبيب، ومع ما تمثله “رؤية 2030” من جهود لتمكين المرأة من زيادة مشاركتها في سوق العمل، وتعزيز دورها الريادي في مختلف المجالات التي أثبتت فيها نجاحها وإبداعها وخدمتها لوطنها ومجتمعها، فالوقت بات يدعو للتغيير وتحقيق العدالة.



