
انتشر مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، مقطع فيديو وصورة زعم ناشروها أنها تُظهر تدفقاً كبيراً للمهاجرين الأفارقة وقيامهم بتشكيل معسكر تجنيد على الحدود اليمنية السعودية في محافظة صعدة، شمال البلاد، وتزامن تداول هذه المواد مع تحذيرات من ناشطين حول الأخطار الناتجة عن ازدياد أعداد المهاجرين عند الحدود بين البلدين، حيث ادعى البعض أن هؤلاء المهاجرين ينفذون أعمال نهب بحق اليمنيين، مطالبين السلطات المحلية في صعدة التابعة لجماعة أنصار الله بالتحرك السريع للحد من هذه الظاهرة.
تجنيد مهاجرين أفارقة على الحدود اليمنية السعودية
الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على المنصات الرقمية تحت عناوين مثيرة، يُظهر أشخاصاً مسلحين في منطقة جبلية يرددون هتافات حماسية، مما أثار الجدل المتواصل منذ سنوات حول الوضع عند الحدود، ونُشرت تغريدات مثل: “أفارقة في حدود محافظة #صعدة مشكلين سرايا وكتائب ومسلحين من قِبل المليشيات الحوثية للمشاركة معهم في معاركهم ضد أبناء الشعب اليمني وضد #المملكة_العربية_السعودية.”>
وشارك العديد من الإعلاميين اليمنيين وشخصيات سياسية على منصات التواصل لترويج الفيديو، مُدعين أنه يوثق مجموعة من الأفارقة وهم يجري عمليات تدريب عسكرية على الحدود، وزعموا أن هذه التجمعات تمثل تهديداً كبيراً للأمن في المحافظات الشمالية، ووجهوا انتقادات لجماعة أنصار الله، متهمين إياها بدعم هذه المعسكرات لغايات عسكرية.
الحقيقة
قام فريق “وكالة سند” بتتبع المواد المتداولة للبحث عن مصادرها وكشف حقيقتها الزمانية والمكانية، حيث أجروا بحثاً عكسياً عن الفيديو والصورة، وتوصلوا إلى أن المقطع قد نُشر في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025 على حساب إحدى الصفحات الإثيوبية، التي أوضحت أن الفيديو يُظهر تجمعًا عسكريًا في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، حيث كان يظهر علم المنطقة، مما ينفي صلته باليمن.
تدفق المهاجرين
ناشطون وصحفيون يمنيون قاموا بمشاركة صورة تُظهر أعداداً كبيرة من اللاجئين الأفارقة، مُدعين أنها تعود إلى سوق الرقو الشهير على الحدود بين اليمن والسعودية، مُشيرين إلى انتشار حالة من الانفلات الأمني التي ساهمت في زيادة الجريمة المنظمة في عمليات التهريب على الحدود، وكتب أحدهم: “في الفترة الأخيرة انتشرت مقاطع من صعدة والمناطق الحدودية تُظهر تجمعات كبيرة للمهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا، وبالأخص الإثيوبيين.”، وأفادت تقارير عن اعتداءات متكررة من قبل المهاجرين بحق المدنيين.
واكتشف فريق “الجزيرة تحقق” أن الصورة المتداولة قد تم التلاعب بها عبر برامج الذكاء الاصطناعي لزيادة عدد الأشخاص، بعكس الصورة الأصلية التي نشرت في أبريل/نيسان 2020 في إطار المخاوف من توافد أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة إلى منطقة “الرقو” في ظل جائحة كورونا.
| السنة | عدد المهاجرين |
|---|---|
| 2023 | 97,200 |
| 2024 | 60,000 |





تعليق واحد