اخبار الخليج

«رسالة سعودية جديدة تثير الجدل» – أخبار السعودية

تابع قناة عكاظ على الواتساب

بيان وزارة الخارجية السعودية

يسلط بيان وزارة الخارجية السعودية حول الأحداث الأخيرة في جنوب اليمن الضوء على ثلاث زوايا رئيسة؛ الأولى أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية، مهما كانت التحديات والتضحيات، والثانية أن المملكة لن تقبل إلا بيمن موحد ومستقر ومزدهر، والثالثة أن الموقف من الإخوة في الإمارات لا يحتمل تصعيداً إضافياً، يتطلب في هذه المرحلة وقف دعم المجلس الانتقالي، وإنهاء مشاركتهم في قوات التحالف، والعودة جميعًا إلى طاولة الحوار، لحل القضية الجنوبية بشكل مسؤول وواعٍ لمتطلبات المرحلة وتطوراتها، وتوحيد الصفوف لمواجهة العدو الحقيقي، وهو الحوثي.

التصريحات المتناقضة من الإمارات والمجلس الانتقالي

على الجانب الآخر، جاءت بيانات الإخوة في الإمارات، ومعها ما يسمى المجلس الانتقالي، محاولة لتغيير حقيقة ما يجري على الأرض، فليس من الممكن إقناع اليمنيين، أو غيرهم، أن الشحنات العسكرية التي وصلت إلى ميناء المكلا في هذا التوقيت هي لدعم القوات الإماراتية هناك، بل من الصعب أيضًا إقناع السعوديين بأنها لا تؤثر على أمنهم واستقرارهم، كما أن بيانات المجلس الانتقالي لا يمكن أن تتحدث عن القانون، وهو من تجاوزه بالفعل بالخروج عن الشرعية، وتهديد السلم الأهلي في حضرموت والمهرة.

استنساخ تجربة الحوثي

المجلس الانتقالي يعيد إنتاج تجربة الحوثي بكل تفاصيلها في محاولة للسيطرة وبسط النفوذ بالقوة، في عدم احترام للشرعية، وهذه المغامرة غير المحسوبة لن تقوده إلى حلم التكوين السياسي الأحادي الذي يطمح إليه، لأن المجتمع الدولي يعترف فقط بالدول والمؤسسات، وليس بالمليشيات، ومن هذا المنطلق، يجب على المجلس الانتقالي أن يدرك أن المسألة أكبر من مجرد مغامرة، بل إن الأمر يتعلق بتقرير مصير وطن يستحق شعبه الأفضل.

الموقف السعودي والإماراتي

أتفهم موقف السعودية من الأحداث في جنوب اليمن، لاعتبارات أمنها الوطني وحدودها المباشرة مع اليمن، لكن دولة الإمارات الشقيقة تحاول أن تجعل مصالحها قبل ذلك، مما يؤدي إلى تفاقم الموقف ويثير الكثير من الأسئلة، رغم أن الفرص لا تزال قائمة لحل الأزمة وإنهاء التصعيد بالطرق السلمية، دون إراقة المزيد من دماء اليمنيين.

الخطوط الحمراء للمملكة

الخط الأحمر الذي تتحدث عنه السعودية في بياناتها الرسمية هو أبسط حقوقها في مواجهة أي محاولة للمساس بأمنها الوطني، ولن تتردد في اتخاذ ما يلزم لمواجهة الخطر، فدخول سفينتين محمّلتين بالسلاح إلى ميناء المكلا دون التصاريح الرسمية يعد انتهاكًا صريحًا لقرار مجلس الأمن، وتهديدًا مباشرًا لأمن المملكة وأمن واستقرار اليمن، كما أن دعم الإمارات للمجلس الانتقالي في تنفيذ عملية عسكرية على الحدود الجنوبية للمملكة لا يتماشى مع الأسس التي كان يقوم عليها التحالف لدعم الشرعية في اليمن.

قرار إنهاء مشاركة الإمارات

من المهم أن يدرك الإخوة في الإمارات أن قرار إنهاء مشاركتهم في التحالف هو من صلاحية رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وليس قرار المجلس، وهذا القرار في ظل إعلان حالة الطوارئ، يعني باختصار أن ما بعد القرار هو الأهم في تنفيذه، أي خروج الإمارات من التحالف بشكل لا يؤدي إلى تداعيات أخرى.

دور الإعلام في الأزمة

لا شك أن الإعلام، من خلال وسائله ومنصاته، سيكون جزءًا من الصراع السياسي والعسكري في اليمن، وأداة للتعبئة والاستقطاب، ومع ذلك، يجب أن تبقى الحقائق واضحة وثابتة للأشقاء اليمنيين، محصّنة بقوانين، لأن الأخبار المضللة والمزيّفة ستنشط لتأجيج الصراع، وتعزيز حالة الشك، وتظل ثقة السعوديين في وعي إخوانهم اليمنيين وإدراكهم أقوى في هذا التوقيت الحساس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى