«تصعيد جديد في الخليج» السعودية تتهم الإمارات بتهديد أمنها القومي وتطرح تساؤلات حول إمكانية إخراج قواتها من جنوب اليمن
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
يبدو أن العلاقات بين الإمارات والسعودية قد تجاوزت مرحلة المجاملات العلنية والخلافات السرية، حيث تَبرز الإمارات كحليف رئيسي لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، التي ترفض الانسحاب من حضرموت والمهرة، كما طالبت الرياض.
تجاوزت المملكة العربية السعودية حدود التصريحات اللطيفة، معبرة عن أسفها للدعم الإماراتي لقوات الانتقالي، مُشيرًة إلى أن ذلك يشكل تهديدًا لأمنها القومي، وهو ما يُعتبر سابقة في التعامل مع “الشقيق الإماراتي”، إذ تعود الرياض على إصدار مثل هذه البيانات فقط تجاه خصومها التقليديين كحركة أنصار الله وفايران، في الأزمات الأكبر.
كما اتهمت السعودية أبوظبي بالضغط على المجلس الانتقالي لتنفيذ عمليات عسكرية قرب حدودها في حضرموت والمهرة.
### تساؤلات حول تطور الأزمة
تُطرح عدة تساؤلات حول شكل تطور الأزمة بين الرياض وأبوظبي، خاصة بعد المهلة التي منحتها السعودية للإمارات للانسحاب من اليمن خلال 24 ساعة، ووقف دعمها العسكري والمالي لأي طرف هناك، وعمّا إذا كان هذا الخلاف سيتدخل بحدود المواجهة العسكرية.
تستند الرياض في تحركاتها إلى شرعية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي طالبت رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، القوات الإماراتية بالخروج من اليمن خلال 24 ساعة.
### رد الإمارات على التصعيد السعودي
استجابت الإمارات للتصعيد السعودي، مُعبرًة عن أسفها لما ورد في البيان السعودي، مُعتبرة ذلك تحريفًا لدورها في الأحداث، وأكدت حرصها على امن واستقرار السعودية، واحترام سيادتها، كما أعربت عن عدم قبولها لأي تهديدات لأمن المملكة أو المنطقة.
ذكرت الإمارات أنها سعت لدعم الهدنة وتعزيز التفاهمات بالتنسيق مع الأشقاء في السعودية، مُشيرة إلى أن تواجدها جاء بدعوة من الحكومة الشرعية وضمن التحالف العربي.
### التطورات الأخيرة وتأثيرها
لا شك أن وصول سفينتين من ميناء الفجيرة الإماراتي، محملتين بأسلحة ومركبات قتالية إلى ميناء المكلا، أثار استياء السعودية، مما دفعها لاستهداف هذه الشحنة، التي أكدت الإمارات أنها كانت لدعم قواتها.
بدوره، دفع ذلك رشاد العليمي لإلغاء اتفاق الدفاع مع الإمارات، والإعلان عن حالة الطوارئ، مُشيرًا إلى ضرورة حماية المدنيين ومنع تقويض سلطة الدولة.
على الأرض، يُظهر الوضع أن الإمارات تسيطر على 90 بالمئة من الشمال، مما يُعطي المجلس الرئاسي، المدعوم سعوديًا، وضعًا أضعف، ما يجعل الأمور تنذر بمعركة محتملة بين السعودية والإمارات.
### آفاق الحل
يعول البعض على إمكانية احتواء الأزمة، لكن الظاهر هو تآكل جبهة قتال أنصار الله الشمالية بشكل غير مسبوق، مما يصب في مصلحة الحوثيين.



